تدبر القرآن

تدبر القرآن

وآجبٌ وأوجب.. وقريبٌ وأقرب..

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليُ ابنُ أبي طالب فقال: سأسألك عن أربع مسائل فأجبني ..

1. ما هو الواجب .. وما هو الأوجب؟

2. وما هو القريب .. وما هو الأقرب؟

3. وما هو العجيب .. وما هو الأعجب؟

4. وما هو الصعب .. وما هو الأصعب؟

فقال أمير المؤمنين:

* الواجب: طاعة الله .. والأوجب: ترك الذنوب ..

* وأما القريب فهو: يوم القيامة .. والأقرب هو: الموت ..

* أما العجيب فـ: الدنيا .. والأعجب منها: حب الدنيا ..

* أما الصعب: فهو القبر .. والأصعب منهـ: الذهاب بلا زاد ..

< اللهمـ يـآا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. اللهمـ يـآا مُصـرف القلوب والأبصـآر صرِّف قلبي على طـآعتكـ >

بكـآة العـآبديـن ..

قال سبحانه وتعالى: ” أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ” [ الجاثية:21 ].

هذه الآية لها اسم معين، فهي تسمى: بكاة العابدين؛ لأن كل إنسان له جرح معين وإذا صادف آية معينة من القرآن الكريم سواء إشارة أو نعتاً لهذا الجرح؛ فإنها تثير شجوه وبكاءه، وخوفه من الله سبحانه وتعالى.

فكل إنسان قد يتأثر ببعض الآيات؛ لأنها تمس هذا الأمر أكثر من غيره مما يهمه.

هذه الآية: ” أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

أشفق منها السلف، حتى كان منهم من يصلي بها الليل كله لا يتجاوزها، وسبب ذلك أنها آية محكمة، لم يدخلها نسخ.

عن أبي الضحاك عن مسروق قال: قال رجل من أهل مكة: هذا مقام تميم الداري – يعني: أشار إلى مكان معين -، لقد رأيته ذات ليلة قام حتى قرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي، وهي قوله تعالى: ” أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ “.

وقال بشير : بِتُّ عند الربيع بن خثيم ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية فمكث ليله حتى أصبح لم يعدها لبكاء شديد.

( لم يعدها ) يعني: لم يتجاوزها إلى ما بعدها.

وقال إبراهيم بن الأشعث: كثيراً ما رأيت الفضيل بن عياض يردد من أول الليل إلى آخره هذه الآية ونظيرها، ثم يقول: ليت شعري من أي الفريقين أنت؟

وكانت هذه الآية تسمى مبكاة العابدين؛ لأنها محكمة.

قوله تعالى: “ أم حسب الذين اجترحوا السيئات ” أي: اكتسبوا سيئات الأعمال.

أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ” أي: فالأصل عدم التساوي، ومن زعم أن المؤمنين والكفار والذين اجترحوا السيئات سوف يتساوون، فـ ” ساء ما يحكمون ” أي: ساء ما يزعمونه من عدم التفاوت بين هذا الفريق وذاك.

قال الزمخشري: والمعنى: إنكار أن يستوي المسيئون والمحسنون محياً، وأن يستووا مماتاً.

لا يمكن أن يستوي المحسنون في الحال ولا في المآل، في الحال يعني: في الحياة، ولا في المآل يعني: بعد الممات؛ لافتراق أحوالهم أحياء حيث اعتاد هؤلاء على القيام بالطاعات، وأولئك على ركوب المعاصي، ومماتاً حيث مات هؤلاء على البشرى بالرحمة والوصول إلى ثواب الله ورضوانه، وأولئك على اليأس من رحمة الله، والوصول إلى هول ما أعد لهم.

وحيث عاش هؤلاء على الهدى والعلم بالله، وسنن الرشاد وطمأنينة القلب، وأولئك على الضلال والجهل والعيث بالفساد، واضطراب القلب، وضيق الصدر؛ لعدم معرفة المخرج المشار إليه بآية: ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ” [ طه:124 ].
ولئلا يظن الكافر أنه لا يبرز بكفره، قال سبحانه وتعالى مباشرة بعد قوله: “ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ “.

وخلق الله السماوات والأرض بالحق ” أي: بالحكمة والصواب.

قال ابن جرير : أي: بالعدل والحق، لا كما حسب هؤلاء الجاهلون بالله من التسوية بين الأبرار والفجار.

وخلق الله السماوات والأرض بالحق ”  بالحكمة وبالصواب وبالعدل؛ ليعدل بين الناس، ولم يخلقها لما يظن هؤلاء الجاهلون من التسوية بين الأبرار والفجار؛ لأن هذه التسوية خلاف العدل والإنصاف والحكمة.

ولتجزى ”  معطوف على ” بالحق ” ؛ لأن فيه معنى التعليل للحق، يعني: للعدل بين الفريقين، أو معطوف على معلل محذوف تقديره: خلق الله السموات والأرض ليدل بها على قدرته.

وهم لا يظلمون ”  أي: في جزاء أعمالهم.

قصـة أعجبتنــي..

قَدِمَ شاب إلى شيخ وسأله: أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة.. ولا أستطيع منع نفسي من النظر إلى الفتيات في السوق ، فماذا أفعل؟

فأعطاه الشيخ كوباً من الحليب ممتلئاً حتى حافته وأوصاه أن يوصله إلى وجهة معينة يمرّ من خلالها بالسوق دون أن ينسكب من الكوب أي شيء!

واستدعى واحداً من طلابه ليرافقه في الطريق ويضربه أمام كل الناس إذا انسكب الحليب!!

وبالفعل ..أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة دون أن ينسكب منه شيء..

ولما سأله الشيخ: كم مشهداً وكم فتاة رأيت في الطريق؟

فأجاب الشاب: شيخي لم أرَ أي شيء حولي.. كنت خائفاً فقط من الضرب والخزي أما الناس إذا انسكب مني الحليب!

فقال الشيخ: وكذلك هو الحال مع المؤمن.. المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة إذا ارتكب معصية ..

هؤلاء المؤمنين يحمون أنفسهم من المعاصي فهم دائموا التركيز على ” يَــــوم الــقِيـــامة ” !

< انتبهـ.. وغض بصركـ >

ألم يعلم بأن الله يرى؟!!

 

الحلقـ4ـة .. [ ابْدأ الآن ]

السـلآمـ عليكمـ ورحمـة الله وبركـآتهـ.. ح ــيـآكمـ الرحمـناليـومـ.. وبعد غيبـة.. نعـود ومـع ح ــلقة جديدة من حلقـآتــــ برنـآمج مُسـآفر مع القرآن.. للشيخ فهد الكندري..

في هـذه الحلقـة يُركز الشيخ على نقطة مهمـة تُوقفـــ الكثيرين عن الحفظ.. ألآ وهي [ التسويفـــ ] ..

فيـأتي اليومـ.. وتسمـع ح ــلقة عن حفظ القرآن.. فتقول: [ غدّا ابدأ ]..

كذلكـ اشـآر الشيخ إلى نقطة مهمة جدًا أيضـًا.. ألآ وهي [ اهتمـآمـ الآبـآء بتحفيظ ابنـآءهمـ القرآن ]..

لآ ننسى أن ح ـفظ القرآن.. هو تجـآرة مع الله.. وربحهـآا مضمون بإذن الله..فابدأ متوكلًا على الله.. مستعينـًا بهـ..

اترككمـ مع الحلقـة.. وارجوآ منكمـ المتـآبعة..

بـآركـ الله فيكمـ..~

ح ـين يضيـق صدرُكـ..

 

حيـن يضيـق صدركـ فاعلمـ أن مـن يشـرح الصـدر هـو الله، فاقبـل عليهـ بعـد إعرآض، لعلهـ تنبيهـ لطيفـــــــــ مـن ربـــٍـــ لطيفــــــــ!

ربــنـــآا اشـرح لنـآا صـدورنـآا..~

 

الحلقـ3ــة .. [ نِعمـة اللُغـة ]

حيـآكمـ اللهـ..

اليـومـ مع حلقـة جديـدة من برنـآمج مُسـآفـر مع القـرآن..

ستـرون اليومـ فعلاً نعمـة عظيمـة منحنـآ اللهـ إيـآهـآ.. فاحذر أن تكـون حجـة عليكـ لآ لكـ..

أمـآ آن لكـ أن تـأخـذ خطـوة ايجـآبيـة نحـو الحفـظ.. أرجـو أن يكون جوآبكـ بـ ( بلى )..

تـآبعـوآ معنـآ.. فعسى أن يكـون القـرآن شفيعـًا لكـ يـومـ القيـآمـة..

بـآركـ اللهـ فيكمـ..~

الحلقـ2ــة .. [ الاخـلآص ]

الحلقـ1ــة .. [ الفكـرة ]

اصـدق الله..

اصـدق الله..